ثورة بنى عدى على
الفـرنسييــن
إعداد :
حسن على حمزة
مواصفات الكتاب :
- اسم الكتاب : ثورة بنى عدى على الفرنسيين .
- المؤلف : حسن على حمزة عبد الجواد الخولى .
- مجال التأليف : تاريخ – ثقافة عامة .
- رقم الايداع بدار الكتب والوثائق القومية .
7232/2011م
- الترقيم الدولى
- الطبعة الأولى : أبريل 2011م
- المطبعة : مطبعة مختار بأسيوط – 26 ش الضرائب – ت 2328690/088
- عدد صفحات الكتاب : 64 صفحة
- عدد الملازم : 4 × 16 = 64
- ورق المتن : أسود
- وزن وورق الغلاف :
- مقاس الكتاب : 12عرض × 17 طول مقصوص
- عدد نسخ هذه الطبعة :
- نوع ومقاس الخط :Times New Roman 14
" إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقاًّ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ "
التوبة : 111
إعداد :
حسن على حمزة
مواصفات الكتاب :
- اسم الكتاب : ثورة بنى عدى على الفرنسيين .
- المؤلف : حسن على حمزة عبد الجواد الخولى .
- مجال التأليف : تاريخ – ثقافة عامة .
- رقم الايداع بدار الكتب والوثائق القومية .
7232/2011م
- الترقيم الدولى
- الطبعة الأولى : أبريل 2011م
- المطبعة : مطبعة مختار بأسيوط – 26 ش الضرائب – ت 2328690/088
- عدد صفحات الكتاب : 64 صفحة
- عدد الملازم : 4 × 16 = 64
- ورق المتن : أسود
- وزن وورق الغلاف :
- مقاس الكتاب : 12عرض × 17 طول مقصوص
- عدد نسخ هذه الطبعة :
- نوع ومقاس الخط :Times New Roman 14
" إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقاًّ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ "
التوبة : 111
بسم الله الرحمن الرحيم
الاهداء
إلى أرواح شهداء ثورة بنى عدى
على الفرنسيين
الذين وصلوا إلى حوالى ثلاثة ألاف شهيوسكنوا إن شاء الله فى جنة واحدة : الفردوس
مع النبيين والصديقين والشهداء
وحسن أولئك رفيقا
بنى عدى فـى سطـــور
كانت تسمى قبل الفتح الإسلامى بـ " أنصنا الصغرى " .
وإبان الفتح كانت تسمى بـ " كفر جديم " وهو بنى عدى القبلية الآن وبـ " كفر غريب " وهو بنى عدى البحرية الآن .
وعندما هاجرت وفود من قبلية بنى عدى بشبه الجزيرة العربية إلى مصر واستقرت ما بين كفر جديم وكفر غريب اشتهرت منذ ذلك التاريخ ببنى عدى وتنسب إلى سيدنا عمر بن الخطاب .
شاركت فى جل ثورات مصر وقامت بثورة شهيرة على الأمير يشبك الدويدار والمماليك عام 847هـ - 1470م .
أقام بها محمد على باشا أول مدرسة عسكرية لجيشه الحديث .
كانت بنى عدى مركز التقاء القوافل التجارية القادمة من السودان ودارفور والواحات .
اشتهرت ببلدة علماء الأزهر وبقبلة طلاب العلم من نواحى الصعيد وأسيوط والواحات .
اشتهرت بأنها ولادة لعلماء الأزهر وأعلام كبار .
اشتهرت بندرة جريمة الثأر بها .
اشتهرت بأنها بلدة انتاج الكليم العدوى .
اشتهرت بأنها بلدة الجهود الذاتية وبلدة أصحاب مخابز العيش البلدى وبلدة تجار الغلال وتجار الماشية .
المقدمــــــة
من أسباب حملة نابليون بونابرت على مصر :
- تكوين مستعمرة فرنسية فى مصر وفتح سوق للمنتجات الفرنسية فى الشرق وأفريقيا والاستعداد لغزو الهند .
ومن الأسباب الثانوية للحملة الفرنسية على مصر :
- إرضاء طموحات نابليون فى البحث عن بطولات جديدة له فى الشرق ولم يجد أمامه سوى مصر لتكون ميداناً لطموحاته وأيضًا إبعاد حكومة الإدارة الفرنسية لنابليون من مسرح الأحداث فى فرنسا نظراً لشعبيته الجارفة ، ومن الأسباب أيضًا تأديب المماليك فى مصر .
وكان عدد جنود الحملة الفرنسية على الرأى الراجح : ستة وثلاثون ألفا وثمانمائة وستة وعشرون (36.826) مقاتلاً .
وتألفت من 335 مركبة وناقلة حربية وعدد كبير من المدافع والبنادق والمعدات والخيول , أما عدد العلماء الذين شاركوا فى الحملة لاكتشاف مصر 146 عضواً كانوا بمثابة لجنة العلوم والفنون وهو نظام استحدثه نابليون على مستوى التاريخ العسكرى .
وكان من أسباب احتلال الفرنسيين لصعيد مصر فرار مراد بك إلى الصعيد بعد هزيمته فى موقعة إمبابة [ 21 من يوليو 1798م] آخذا معه الباقين من جنوده وعددهم ثلاثة آلاف مقاتــلا .
وبعد أن أعلن مراد بك رفضه الصلح مع نابليون قام نابليون بتعيين الجنرال ديزيه قائداً للحملة على الصعيد وذلك للقضاء على مراد بك وإخضاع الوجه القبلى له .
أخذ ديزيه يتعقب مراد بك وجنوده حتى وصل إلى بنى عدى فى مساء يوم السابع عشر من سبتمبر لعام 1798م فوجده قد فر هارباً إلى الفيوم فسار خلفه دون قتال فى المرة الأولى .
ومن أسباب حملة الفرنسيين على بنى عدى : مطاردة مراد بك الذى فر إلى بنى عدى مرتين كانت الأخيرة فى أبريل 1799م ومعاكسة شباب بنى عدى للسفن الفرنسية فى النيل عند منفلوط وإخبار المعلم يعقوب حنا وهو أكبر جاسوس للحملة الفرنسية بأن بنى عدى من أغنى بلدان الصعيد ورفضها دفع الكلف والمال للحملة ....
حدثت ثورة بنى عدى على الفرنسيين يوم الخميس الثامن عشر من أبريل لعام 1799م .
استشهد من بنى عدى حوالى ثلاثة آلاف شهيد على الراجح .
اختار الرئيس جمال عبد الناصر يوم بنى عدى هذا ليكون عيداً قوميا لمحافظة أسيوط تحتفل به المحافظة كل عام بداية من 18/4/1966م بحضور المحافظ اللواء / أحمد كامل .
وبعد :
فقد جاءت فكرة عمل مثل هذا الكتاب بالصدفة البحتة وذلك عندما طلب منى الأستاذ محمد عزيز – مدير مكتب اللواء / محمد حسن الألفى محافظ أسيوط آنذاك نص الكتاب الذى أعددته عن ثورة بنى عدى على الفرنسيين ليعرضه على السيد المحافظ الذى طلبت مقابلته فكان ذلك من باب سوء الفهم حيث أخبرته عن الهدف من المقابلة وهو إجراء حوار معه لعمل مجلة وليس كتاباً فخرجت بالحوار مع المحافظ ونشر فى أول عدد من مجلة صوت بنى عدى [18/4/1992م ] . وأيضًا خرجت بفكرة هذا الكتاب التى ظلت حبيسة فى وجدانى وضميرى حتى قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011م .
وممن شجعنى على تأليفه وطباعته أستاذى فضيلة الشيخ رمضان محمد حسن أبو النجا – أحد الذين يعشقون تراب بنى عدى والذى هب لجمع مبلغ من المال بغرض نشر استنكار فى جريدة الأهرام لما قام به قلة من شباب بنى عدى من إحراق مبنى الوحدة المحلية ببنى عديات ومكتب تموين بنى عدى فى فبراير 2011م ، وبعد مشاورات رأى فضيلته أن يطبع بالمبلغ الذى جمعه هذا الكتاب ليكون أعظم ردٍ على المخربين فشكراً لفضيلته وشكراً لكل من تبرع له من تلاميذه وأحبابه وجزاهم الله جميعا خير الجزاء .
والحقيقة إن ثورة بنى عدى على الفرنسيين تستحق أن تخرج فى موسوعة ضخمة تليق بالحدث .
والله الموفق والهادى إلى سواء السبيل .
حسن على حمزة
أبريل 2011م
الفصل الأول
1- الوضـع الإداري لبنى عدى
قال محمد على مخلوف : " إطلاق لفظ بنى عديات على نواحى بنى عدى الأربع ليس من عمل رجال الإدارة فى هذا العصر فقد وردت هذه التسمية منذ سنة 1166هـ - 1761م كما تدل على ذلك الوثائق التى وقفت عليها .
وكانت البلدة فى ذلك الوقت تحت الإلتزام للأمير عثمان جوريجى قبنجى عزبان الذى أمر على بك الكبير بنفيه يوم 19 من ربيع الثانى سنة 1182هـ - 2 من سبتمبر سنة 1768م وهو الأمير على كتخدا الخربوطلى وقد خنق الأخير برشيد سنة 1183هـ - 1769م .
وبعد الأمير عثمان جوريجى صارت بنى عديات تحت التزام الأمير على كتخدا قبنجى عزبان السابق ذكره وقد شاركه فى الالتزام حسن جوريجى والأمير مصطفى جوريجى وهم عتقاء الأمير عثمان جوريجى قبنجى عزبان وقد امتدت فترة التزامهم إلى نهاية القرن الثانى عشر الهجرى تقريباً وكان حاكم البلدة الأمير أحمد الملقب بـ [ قائم مقام بنى عديات ] وقد ولاه عليها الملتزم الأمير على كتخدا قبنجى عزبان ويقال إن الأمير أحمد قام مقام بنى عديات هو المشهور بالأمير أحمد كاشف جمال الدين وقد توفى سنة 1250هـ - 1835م( ).
وسميت بنى عديات بهذا لأنها كانت عبارة عن ثلاث بلدان متلاصقة [ القبلية – البحرية – الوسطى ] أما عليو فقد كانت جزءاً من بنى عدى الوسطانية وفصلت عنها سنة 1247هـ - 1831م كما يقول المؤرخ الشيخ محمد حافظ العدوى( ) .
وتجدر الإشارة إلى أن بنى عدى عند نشأتها كانت تسمى بـ [ أنصنا الصغرى ] وبعد الفتح الإسلامى لمصر كانت تسمى بـ [ كفر جديم ] وهى بنى عدى القبلية الآن ، وبـ [ كفر غريب ] وهى بنى عدى البحرية الآن ، ثم لما جاءت الوفود من قبيلة بنى عدى بشبه الجزيرة العربية واستقرت هنا سميت ببنى عدى ثم ببنى عديات( ) .
وبنى عدى كانت تتبع كاشفية منفلوط وكانت منفلوط واحدة من سبع كاشفيات بمصر الوسطى وهى [ منفلوط – أشمونين – المنيا – بنى وسيف – الفيوم – الجيزة – أطفيح ] أما كاشفيات مصر العليا فكانت أربعة عشرة كاشفية هى [ أسيوط – أبو تيج – طما – طهطا – أخميم – فرشوط – برديس – هو – بهجورة – قنا – قوص – إسنا – أبريم – الواح " الواحات " ] ( ) .
وكان مجلس محلى القرية – إن جاز التعبير – فى ذلك الوقت مكوناً من الملتزم والقائم مقام والمباشر وشيخ البلد والشاهد والصراف والمساح والمشد والخولى والخفراء والوكلاء والكلافين والسقايين( ) .
بنى عدى فى خريطة قديمة قبيل الحملة الفرنسية
نقلاً عن كتاب صعيد مصر فى عهد الحملة الفرنسية ص35
2- الوضع الاقتصادى لبنى عدى
كانت بنى عدى من أغنى بلاد الصعيد وذلك بسبب تجارتها الواسعة فى الداخل والخارج وسوق الخميس وسوق الأحد من أقدم الأسواق وكان سوق بنى عدى فى المنطقة المسماة الأن بالسويقة عند المسجد العتيق ومعهد بنى عدى الإعدادى الثانوى الآن ببنى عدى القبلية والوسطى وأيضًا بسبب الأمانة التى اشتهر بها أهالى بنى عدى قديما حتى أن المجاورات والتجار فى كل أنحاء الصعيد كانوا يضعـــون عندهم الأمانات والنقود وكانت بنى عدى بمثابة أول بنك للودائع كما قال فضيلة الشيــخ عبد الحميد شحاتة رحمه الله ( ) .
وكانت بنى عدى نهاية درب الأربعين الذى كانت تمر فيه قوافل السودان وأهمها قافلة دارفور وقافلة سنار وقوافل الواح " الواحات " :
1- قافلة دارفور السودانية :
وهى أكبر قافلة تجارية فى مجال التبادل التجارى بين مصر والسودان حيث كانت تأتى من دارفور وتسير عبر الصحراء الغربية فى الطريق المعروف بدرب الأربعين وسمى بهذا الاسم لأن القافلة تستغرق أربعين يوما من دارفور إلى أسيوط وبنى عدى تحديداً كانت نهاية الدرب ، وكانت القافلة تتكون من حوالى خمسة آلاف جمل محملة بالعاج والتمر الهندى وبعض جلود النمور والصمغ وسن الفيل وريش النعام وكانت التجارة الرئيسية للقافلة تتمثل فى العبيد من الجنسين وكان ما يأتى سنوياً من دارفور إلى مصر يقدر بخمسة إلى ستة ألاف من العبيد أربعة أخماسهم من النساء تتراوح أعمارهن بين ستة إلى سبعة أعوام حتى ثلاثين أو أربعين عاما ، وإن كانت أعمار غالبيتهن تتراوح بين عشرة وخمسة عشرة عاما ( ).
وكانت القافلة قبل أن تأتى إلى القاهرة فإنها تستريح لبعض الوقت فى سيوط وبنى عدى ومنفلوط والمناطق المحيطة بها حيث تبيع جزءاً من بضاعتها( ) .
3- قافلة سنــــار :
وهى القافلة الثانية التى تأتى من بلاد السودان إلى القطر المصرى أكثر من مرة فى السنة ولكنها لم تكن لها نفس الأهمية بالنسبة لقافلة دارفور إذ كانت لا تتكون فى العادة إلا من 400 إلى 500 جملاً( ) .
قافلــة الــواح :
كان لبنى عدى الاثر الواضح فى التجارة مع الواحات عن طريق الدرب الطويل فكان التجار يتبادلون الحاصلات الزراعية والبلح والعجوة والحصر وغيرها من السلع( ) .
4- الوضع الاجتماعي لبنى عدى
اتسمت مظاهر الحياة فى بنى عدى بالسمات الدينية فانتشر فيها العلماء والأولياء والطرق الصوفية وكثرة الاحتفال بالمناسبات الدينية والأضرحة كما كان للأقباط فى بنى عدى مناسباتهم الدينية الخاصة مثل عيد البشارة وعيد الزيتونة وعيد الفصح وخميس العهد وسبت النور وغيرها من المناسبات .
وكان التعليم فى بنى عدى ينتشر فى المساجد الكبرى وفى الكتاتيب واشتهرت بنى عدى بحفظ أهلها القرآن الكريم وعلومه .
وقد تعرضت بنى عدى فى ذلك الوقت لعدة أنواع من الأمراض الفتاكة مثل الطاعون سنة 1695م وسنة 1791م كما تعرضت بنى عدى لعدة مجاعات آخرها مجاعة سنة 1792م شأنها شأن مصر وقراها كلها كما أثبتت المصادر التاريخية ( ) .
ومن الأحداث الاجتماعية المهمة فى بنى عدى قبيل ثورة بنى عدى على الفرنسيين : هجرة واستقرار الكثير من العائلات فى بنى عدى قادمة من جنوب الصعيد وخاصة فى قنا وسوهاج وذلك بعد وفاة حاكم الصعيد شيخ العرب همام بن يوسف شيخ عرب الهوارة وذلك طلباً للأمان وهذا شأن بنى عدى منذ التاريخ وحتى الآن( ) .
من أعـلام بنى عدى قبيـل الحملـــــة الفرنسيــة ( )
1- الشيخ على الصعيدى العدوى ، ت 1775م .
2- الشيخ أحمد الدردير العدوى ، ت 1201هـ - 1787م .
3- الشيخ ابراهيم المنفسيسى العدوى .
4- الشيخ فيتور بن هويدى المغربى العدوى ، ت 1789م .
5- الشيخ على بن الحاج عبد العزيز بن الشيخ على بن أحمد العدوى ت 1767م .
6- الشيخ محمد بن عبد الكريم العدوى .
7- الشيخ محمد إبراهيم الخطيب العدوى .
8- الشيخ قاسم بن على شلبى العدوى .
9- الشيخ حسين بن جاد الحق بن حسن خاطر بن خليفة بن عيسى الخطيب العدوى .
10- الشيخ أحمد دفيعة العدوى .
11- الشيخ محمد بن الحاج عبد الرازق الصعيدى العدوى .
12- الشيخ عبد الرسول بن ما أكرم الله بن خندق العدوى .
13- الشيخ محمد بن سعيد بن حمزة بن حسين قرا على العدوى .
14- الشيخ محمد بن الشيخ خضر الزواوى العدوى .
15- الشيخ أحمد بن موسى بن أحمد بن محمد البيلى العدوى ت 1798م .
16- الشيخ أحمد بن أحمد أبى لبدة العياط العدوى .
17- الشيخ إبراهيم عبيد العدوى .
18- الشيخ إبراهيم بن أحمد عبد الفتاح العدوى .
19- الشيخ أبو زيد بن على بن أحمد الملقب بالدوينى العدوى .
20- الشيخ أحمد الشهير بأبى لبدة بن الشيخ على الشهير بأبى مركب العياط العدوى .
21- الشيخ أحمد الشهير بالكبير بن أحمد أبى لبدة بن على أبى مركب العدوى ، ت 21/3/1757م .
22- الشيخ على بن أحمد الشهير بالكبير بن أحمد بن أبى لبدة العياط العدوى .
23- الشيخ محمد أبو أيوب العدوى .
24- الشيخ أحمد أبو أيوب العدوى ، ت 1788م .
25- الشيخ صالح السباعى العدوى ، ت 1790م( ) .
وأشهر هؤلاء الأعلام على مستوى العالم الإسلامى الشيخ على الصعيدى العدوى شيخ شيوخ الأزهر والذى كان صديقاً لعلى بك الكبير والشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن أبى حامد العدوى المالكى الأزهرى الخلوتى الشهير بالدردير شيخ الإسلام ( )
نموذج من الحياة الاجتماعية ببنى عدى عام 1767م ( )
" عقد نادر عثر عليه أ/ محمد على مخلوف "
أنه لما كان محل الشرع الشريف ومحفل الدين الحنيف ببنى عدى القبلية من أعمال ولاية المنفلوطية لدى النائب الشرعى الواضع اسمه وختمه فيه أعلاه . لطف الله به فى قضائه بجاه محمد خير أنبيائه .
سبب تحريره ووجوب تسطيره هو أن الاخوين الشقيقين المحترمين الحاج أحمد والحاج محمدا ولدى الشيخ محمد صغير ابن الشيخ العالم العلامة أحمد الشهير بالبوشى من ذرية الشيخ العارف بالله تعالى الشيخ البنوفرى قد اشتريا بمالهما دون مال غيرهما مما أنعم الله عليهما ورزقهما إياه من بائعهما المحترم الحاج محمد بن المرحوم الحاج صالح السباعى بن عبد الله بن أحمد وهو الذى ارتحل من المغرب وأقام ببنى عدى من صعيد مصر بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن ابراهيم بن عامر وهو أول من لقب بالسباعى بن محمد بن ادريس الأصغر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على بن أبى طالب وفاطمة الزهراء بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنتى أخيه اللتين هما فى كفالته القاصرتين ( عيشة وأم العز ) بنتى ( الحاج على بن الحاج صالح السباعى ) المذكور ، جميع ما باعوه لهما وهو " قطعة أرض قائمة بالبناء والجدران قدرها من الاذرع الجارية بها العادة بالذراع المعتاد لقياس الملك ( ثلاثمائة وثمانية وثمانون ذراعا – الثمن عن كل ذراع عشرة أنصاف فضة معاملة تاريخه عنها ثلاثة آلاف وثمانمائة وثمانون نصف فضة عنها [ محبوب ] ستة وعشرون شريفى ومحبوب إلا عشرين نصف فضة . ما خص الحاج محمدا المذكور أعلاه ثلاثمائة وثمانية وثلاثون ذراعا وما خص عيشة وأم العز خمسون ذراعا . القدر الذى آل إليهما من إرث والدهما المرحوم الحاج على السباعى وقبض البائعون بيدهم الدراهم المذكورة بطيب نفس وانشراح صدر من غير إكراه ولا اجبار وتخلو التخلى الشرعى وصارت تلك الأرض المذكورة فى حوز المشتريين المذكورين يتصرفان فيها حيث شاءا من غير منازع ولا معاند ولا معارض لهما ، وأخذ [ الحاج محمد ] البائع المذكور ومن يشركه على أنفسهم أنه إذا قام قائم أو منازع يكونون هم القائمين به من مالهم وصلب حالتهم . وتلك الأرض المذكورة كائنة ببنى عدى القبلية وتعرف [ بخط السباعية ] وهى داخلة فى بيت الطاحون الشهير [ بالبيت الغربى ] وتحصرها حدود أربعة : الحد البحرى بجوار ملك ( حجازية بنت حسن أباصيلى ) زوجة المرحوم الحاج ( على السباعى ) الذى آل اليها من ارث زوجها ، والحد القبلى بجوار ( الحاج حسين عبد الرسول السباعى ) بن أحمد الذى ارتحل من المغرب وأقام بناحية بنى عدى القبلية ، والحد الشرقى بجوار ( حمد بن حجازى ومن يشركه فى أهله ) ، والحد الغربى بجوار المشترين المذكورين وفيه يفتح الباب ، بحده وحدوده الداخلة فيه والخارجة منه بالغا ما بلغ فيه أعلاه .
تحريراً فى 24 ( أربعة وعشرين ) يوما مضت من شهر ربيع الثانى الذى هو من شهور سنة 1180هـ ( ثمانين ومائة وألف ) من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام – 1767م ) وبذلك وقع الإشهاد عليه اشهادا صحيحا معتبرا مرضيا فى المعاينة والحضور بالقبول والرضوان والتسليم من كل من :
حضر وشهد بذلك : السيد عبد الله المهيدى
حضر وشهد بذلك : أحمد محمد عبد الحافظ الجديمى
حضر وشهد بذلك : عبد الرحمن الخطيب
الأمر كما ذكر كاتبه الفقير : أحمد أحمد خطيب , وشهد بذلك [ختم]
حضر وشهد بذلك : الحاج على عبيد السباعى بن أحمد الذى ارتحل من المغرب وأقام ببنى عدى القبلية .
حضر وشهد بذلك : عبد الله بن الحاج نوفل نواره بن نصير
حضر وشهد بذلك : الحاج عبد الرحمن دقيلة
حضر وشهد بذلك : محمد عبد الرسول خندق
حضر وشهد بذلك : السيد محمد المهيدى
حضر وشهد بذلك : الفقير عمر دقيلة
كما عثر الأستاذ المرحوم / محمد على مخلوف على عدة عقود نادرة سجلها فى كتابه " تاريخ بنى عدى " المجلد الأول المطبوع عام 1991م ومنها عقد سطر فيه غرة شهر جمادى الأولى سنة 1167هـ - 1754م ، كتبه أحمد أحمد خطيب "ختم" وشهد عليه : إبراهيم عبادة نوح الحوتكى ، والحاج شافعى إبراهيم ، وعلى الغليضى الحوتكى ، وعمر العزاوى ، وكان العقد عن شراء قطعة أرض من الحاجة آمنة الشيخ خطيب اشتراها منها الحاج أحمد وأخاه المحترم الحاج محمد من أولاد الشيخ محمد صغير البوشى من أولاد الشيخ العارف بالله تعالى الشيخ البنوفرى العدوى ..... ( )
الفصل الثانى
أسباب حملة الفرنسيين على بنى عدى
أولاً : تعقب الجنرال ديزيه لمراد بك والمماليك وفرارهما للصعيد بعدما تم تجهيز الحملة على الصعيد .
علم ديزيه أن ثلاثة من كشاف سليمان بك وحوالى ثلاثمائة مملوك وبعض العرب قد تركوا أسيوط وتوجهوا إلى بنى عدى على بعد ستة فراسخ من أسيوط مع زوجاتهم وكثير من رجال السفن ورأى ديزيه أن يفاجئهم فى موقعهم الجديد بعد أن فشل فى محاربتهم فى أسيوط فتحركت قافلته بهدوء شديد فى مساء يوم 17 من سبتمبر 1798م ووصلت بنى عدى فى صباح اليوم التالى بعد مسيرة شاقة عبر الصحراء ولم يجد ديزيه فى بنى عدى سوى السكون والخلاء فقد علم المماليك بتحركات الفرنسيين عن طريق جواسيسهم وتحركوا فوراً بمجرد علمهم بخطتهم متجهين إلى الصحراء للحاق بزملائهم فى الفيوم( ) .
ثم تذكر المصادر أن مراد بك ورجاله قد فروا مرة أخرى إلى بنى عدى فى أبريل 1799م بقصد الانضمام إلى الثوار فى بنى عدى فرجع ديزيه مرة أخرى إلى بنى عدى فى 18 من أبريل 1799م واشتبك مع الأهالى فى معركة بنى عدى على الفرنسيين وفر المماليك وتركوا الثوار يواجهون الجيش الفرنسى ( ).
وقد ذكر الجنرال ديفرنواى فى مذكراته أن كل القرى من بنى عدى حتى القاهرة قد ثارت على الفرنسيين لأن محمد بك الألفى ينتقل فيما بينها مع المماليك( ) .
ثانيا : الامتناع عن دفع المال والكلف والضرائب حيث ذكر الجبرتى :" حضر إلى مصر الأكثر من عساكر الفرنسيين الذين كانوا بالجهة القبلية وخرجوا فى حال رجوعهم ( بنى عدى ) بلدة من بلاد الصعيد المشهورة وكان أهلها ممتنعين عليهم فى دفع الكلف والمال ويرون فى أنفسهم الكثرة والقوة فخرجوا عليهم وقاتلوهم فملك عليهم الفرنسيون تلا عاليا وضربوا عليهم بالمدافع فأتلفوهم وأحرقوا جرونهم ثم كبتوا عليهم وأسرفوا فى قتلهم ونهبهم واخذوا شيئاً كثيرا وأموالاً عظيمة ودوافع جسيمة للغز وغيرهم من مساتير أهل البلاد القبلية لظن منعتهم "( ) .
هذه بنى عدى التى لم تستسلم بينما تذكر وثائق الحملة الفرنسية أن ثمانى قرى فى اقليم المنيا قامت بالاستسلام بعد الثورة والامتناع عن دفع الضرائب ولما حصل الجنرال بوييه ثلاثة قرى منها اضطرت هذه القرى إلى الاذعان ودفع الضرائب( ) .
وفى قرى اخرى كان الفلاحون يتركون قراهم بالكامل .... وكثير ما كانت تصل القائد العام للحملة شكاوى من بعض القرى بخصوص تخفيض ضريبة الشراقى مثل قرية اللاهون باقليم الفيوم وقرية الفشن فى بنى سويف( ) .
وذكر الجنرال بليار فى يومياته أن كل القرى التى يجتازها يجدها خالية من السكان لأنهم يخلون قراهم قبل أن تصل اليها( ) .
ثالثا : وشاية المعلم يعقوب حنا جاسوس الحملة الفرنسية فى الصعيد الذى وشى ببنى عدى ، وكان يعرفها جيداً بحكم أنه كان مديراً لأعمال سليمان أغا ملتزم أسيوط ويعرف جيداً تجارها وزراعها ومكانة بنى عدى المالية والاقتصادية .
وكان يعقوب يدل الفرنسيين على المواقع الهامة فى حملة الصعيد وكان لجهوده هذه أكبر الأثر فى نجاح حملة ديزيه ويذكر الجنرال بليار فى مذكراته أن المعلم يعقوب القبطى يلعب الآن دوراً هاما فى البلاد كسلطان كما كان يطلق على فرقة الجيش الفرنسى بالصعيد جيش المعلم يعقوب .
ولد المعلم يعقوب حنا فى ملوى عام 1745م وبعدما تعلم القراءة والكتابة والحساب فى أحد كتاتيب الكنيسة التحق فى عمل ككاتب لدى أحد الملتزمين فى أسيوط ثم استقر فى العمل مع سليمان بك أغا ملتزم أسيوط وقد أشتهر بذلك وعلا شأنه وكان يتمتع ببنية قوية وانضم إلى الحملة الفرنسية على الصعيد واستطاع أن يجند كتيبة من الشباب الأقباط للعمل معه( ) .
رابعا : معاكسة شباب بنى عدى للسفن الفرنسية التى كانت تمر فى نهر النيل قبالة منفلوط .
قال محمد على مخلوف : قال جدنا الأكبر العلامة الشيخ محمد حسنين مخلوف العدوى : " يروى بالسماع الفاشى عن المتقدمين من أهل بنى عدى أن الفرنسيين حين مروا بالنيل إلى جهة أسيوط وعلم بهم أهل بنى عدى تلقوهم على شاطئ النيل وصوبوا عليهم ضرب الرصاص فلم يبالوا بهم ومضوا إلى أسيوط فما فوقها ثم بعد عودتهم من الصعيد إلى أسيوط أرسلوا إليهم من طريق الجبل فرقة من العساكر , فلما صاروا على مسافة من البلد بحيث يتمكنون من ضربها خرج أهلها عليهم واشتبكت الحرب بينهم أياما فلم يصب فيها أحد من أهالى بنى عدى بل كان رصاص العدو يقع على الأرض ولم يصب أحداً منهم فاستغرب الفرنسيون لهذه الظاهرة ودبروا لقتل زعمائهم والفتك بهم على غرة وعند ذلك ركب عليهم الفرنسيون تلاً عاليا( ) وأمكنهم أن يظفروا بهم وقتلوا عدداً كبيراً من العلماء وكانوا قد فروا إلى الجبال فتعرفوا مواضعهم وأدركوهم , ومن تدبر هذه الحال التى رواها التاريخ عن أهل بنى عدى يرى أن لهم فى سائر بلاد الصعيد شأن يذكر فيشكر وأنهم على كثرتهم وقوتهم الحسية والمعنوية كانوا معتصمين بالله متمسكين بدينه فلذلك أورثهم الله هذه القوة وجعلهم موضع سره وعلمه وكرامته وولايته ولكن " سوابق الهمم لا تخرق سور الأقدار "( )
خط سير عساكر الفرنسيين
وصلت الحملة الفرنسية إلى الإسكندرية أول يوليو سنة 1798م ثم احتلت القاهرة بعد هزيمة مراد بك فى 21/7/1798م وفراره الى الصعيد ثم قام نابليون بتعيين ديزيه قائداً للحملة الفرنسية على الوجه القبلى وذلك للقضاء على مراد بك وقواته واخضاع الوجه القبلى من جهة آخرى .... فقام ديزيه باحتلال بنى سويف فى 31/8/1798م والتهبت فيها الثورة ضد المحتل ثم احتل البهنسا فى 4/9/1798م ثم عاد ديزيه إلى أبى جرج ثم تحركت حملته كلها إلى الجنوب فوصل يوم 12/9/1798م ثم إلى ديروط الشريف متعقبا مراد بك فترك ديزيه جزءاً من قواته فى ديروط الشريف وتحرك قاصداً أسيوط التى وصلها فى 14/9/1798م ولما علم ديزيه بأن جماعة من أتباع مراد قد توجهوا إلى بنى عدى تعقبهم ووصل بنى عدى فى صباح يوم 18/9/1798م .
فلما علم ديزيه بهروبهم إلى الفيوم عزم على تعقبهم إلى الفيوم بعد رحلة أسيوط العقيمة والتى وصلها يوم 23/9/1798م واشتبك ديزيه فى عدة معارك مع مراد بك فى الفيوم فى يوم 3/10 ويوم 4/10/1798م ومعركة سد منت فى 7/10/1798م والتى انتصر فيها ديزيه ، ومعركة اللاهون فى 8/10/1798م ثم عسكر فى مدينة الفيوم مع نهاية اكتوبر وقد لقى مقاومات عنيفة من القرى والتوابع فى الفيوم .
ثم لما علم ديزيه بأن مراد بك فى بنى سويف سارت حملة الجنرال ديزيه تتعقب مراد بك ووصلت البرنقة فى 16/12/1798م ثم الفشن ثم وصل الفرنسيون المنيا يوم 31/12/1798م .
ثم واصلت سيرها جنوباً حتى وصلت إلى أسيوط واحتلتها يوم 25/12/1798م ثم وصلت إلى جرجا فى 29/12/1798م ودارت معارك وثورات ما بين أسيوط وجرجا ثم معركة سوهاج فى 3/1/1799م ثم معركة طهطا فى 8/1/1799م ثم معركة الصوامعة فى 5/3/1799م ثم معركة برديس فى 6/4/1799م ثم معركة جرجا فى 7/4/1799م ثم معركة جهينة فى 10/4/1799م ثم معركة بنى عدى فى 18 من أبريل 1799م( ) ثم ثورة المنيا فى 23-25/4/1799م ( ) .
وكانت بنى عدى قد أصبحت مركزًا لعناصر المقاومة بعد أن استطاع الفرنسيون التغلب على عناصر الثورة فى برديس 6 أبريل وجرجا 7 أبريل وجهينة 10 أبريل وكانت بنى عدى تتمتع بأهمية خاصة فهى تقع على طريق الواحات وعلى نهاية طريق درب الأبعين الذى يربط مصر بغرب السودان وتجارة وسط افريقيا وكان ذلك سبباً من أسباب غنى أهلها حيث كانت تعمل كمركز تويع لتجارة تلك المنطقة ( ).
معركة بنى عدى [ 18 أبريل سنة 1799] ( )
وصل الجنرال دافو إلى أسيوط يوم 16 أبريل وبعد وصوله بأربع وعشرين ساعة علم أن حشداً ضخما من الثوار قد تشكل فى بنى عدى( ) الواقعة غرب الطريق إلى الواحات ، حيث قام أهلها وهم أشجع رجال مصر LE Braves de l.egypte بالثورة على الفرنسيين ، وانضم عليهم فى ثورتهم هذه المماليك والعرب وأهالى دارفور( ) الذين جاءوا من القوافل من قلب افريقية ، وشجعت هذه الجموع مراد بك فخرج من الواحات ليكون على رأس هذا الجيش ، وأرسل بقواته وكشافه لينظموا هذه القوات ويثيروا حميتهم فى نضالهم ضد الفرنسيين( ) .
واتخذ الثوار بنى عدى مركزاً لهم ، واجتمع بها كما يذكر الجنرال ديزيه ثلاثة آلاف من رجال بنى عدى ، و 450 من قبائل عربان الجهمة والتراهونة( ) ، وخمسون من عربان بنى وافى( ) ، وثلاثمائة من المماليك ، ولم يستطع ديزيه أن يحصر أعداد المكيون ( عرب الحجاز ) الذين انضموا إلى الثوار ببنى عدى لأنه يجهلهم وذلك كما ذكر فى رسالته إلى نابليون( ) .
وإذا ما أضفنا أعداد المكيون التى لم يستطع ديزيه أن يحصرها إلى الأعداد التى ذكرها ، فإن عدد القوات التى تجمعت فى بنى عدى من الثوار تبلغ على الأقل أربعة ألاف رجل ، الغالبية العظمى منهم من أهالى بنى عدى فلاحين وعربان ، ويليهم فى العدد المماليك ثم عرب الحجاز .
وما أن أصبح تجمع الثوار حقيقة وتحفزهم للثورة واضحا حتى استعد الجنرال دافو للقائهم ولم يتوانى لحظة واحدة فى اللحاق بهم وعزز قواته بكتيبة من الفرقة 88 والفرقة 15 من الفرسان ، وعين سيلى قائداً على أسيوط بدلاً من بينون( ) وتوجه دافو بجنوده تجاه بنى عدى فوصلها يوم 18 أبريل ، ووجد بها جيش كبير يحمل السلاح ويتأهب للقتال وكان جناح القرية باتجاه الصحراء مغطى بعدد كبير من الفرسان والمماليك والعرب والفلاحين ، فشكل الجنرال دافو مشاته إلى طابورين أحدهما لمهاجمة القرية والأخر لمحاصرتها ، والطابور الأخير هذا كان يتقدمه الفرسان بقيادة بينون وهو رئيس فرقة ممتاز، ولكن هذا الضابط التعس أثناء مروره بالقرب من أحد المنازل تلقى طلقة بندقية أردته قتيلا( ) ، فأسرع الجنرال دافو بإرسال المساعد العام راباس ليحل محل بينون لقيادة الفرسان الذين لاحظوا وجود المماليك فىا لصحراء فى طريقهم إلى بنى عدى لنجدة الأهالى فاتجهت إليهم أحد طوابير المشاة الفرنسية ، لكن طليعة مراد بك التى أخرجها البؤس الشنيع من الواحات ، نصحته بالعودة سريعاً( ) ، فارتد المماليك لأول صدمة وانسحبوا راجعين إلى الواحة التى قدموا منها وتركوا الأهالى وحدهم يتلقون هجمات الجيش الفرنسى ، فاشتبك الفريقان فى معركة حامية دارت رحاها فى طرقات بنى عدى ، وفى بيوتها التى حصنها الأهالى وجعلوا منها شبه قلاع كان الرصاص ينهال منها على الجنود الفرنسيين فلقى الجيش الفرنسى فى بنى عدى ما لم يلق مثله فى كثير من البلاد( ) واستمرت المعركة إلى الليل واستخـدمت فيها المدفعية ولم يتمكن الفرنسيون من الاستيـلاء على بنى عـدى إلا بعد أن أشعلوا فيها النيران( ) وفى لحظات تحولـت هذه القرية الجميلة إلى رماد وأطلال( ) واحتلها الجنـود الفرنسيـون وأمعنوا فى أهلها قتلاً ونهبا .
أما عن الخسائر التى لحقت بالثوار فى بنى عدى فإننا لا نجد أمامنا سوى المصادر الفرنسية المعاصرة التى قدرت هذه الخسائر وللأسف فإن هذه المصادر بالرغم من أن أصحابها كانوا شهود عيان وشاركوا فى الأحداث إلا أن تقديرهم للخسائر التى لحقت بالثوار قد اختلفت من مصدر لآخر على النحو التالى :
- قدر الجنرال دافو عدد القتلى من الثوار ببنى عدى بما يزيد عن الألفين من القتلى ( ) .
- أما الجنرال ديزيه فقد كان متناقضا مع نفسه فى تقديره لعدد القتلى فلقد ذكر فى رسالة منه إلى نابليون بعد المعركة بأيام أن عدد القتلى من الثوار بلغ ثلاثة ألاف( ) ، ثم ذكر فى تقرير أخر لنابليون بعد المعركة بشهور أن عدد القتلى بلغ ألفى قتيل من عرب ينبع والمغاربة والدارفوريين والمماليك والأهالى من بنى عدى( ) .
- أما نابليون فقد أخطا عندما قدر عدد القتلى من الثوار بألف رجل( ) وهو لم يشهد الواقعة ، وكان من المفروض أن يعتمد على رسائل وتقارير الجنرال ديزيه والجنرال دافو لكنه وضع تقريرا لعدد القتلى من عنده دون أن ينظر إلى تقارير من شاهدوا الواقعة واشتركوا فيها . ولا شك أن اختلاف المصادر قد يوقع الباحث فى حيرة ، ولكن بعد تحليل هذه المصادر يتضح لنا إذا ما استبعدنا تقدير نابليون لأنه لم يشاهد الواقعة ، فإننا نجد أن باقى المصادر قد اتفقت على أن عدد القتلى من الثوار قد بلغ ألفى قتيل وذلك حسب تقديرات كل من دافو وبرتييه وديزيه( ) .
- أما خسائر الفرنسيين فى هذه المعركة فقد بلغت ثمانية من القتلى وثلاثون جريحا على حد تقدير الجنرال دافو( )
ونود أن نشير إلى أن الخسائر التى لحقت بالمصريين لم تكن تتمثل فقط فى أعداد القتلى السالفة الذكر بل شملت هذه الخسائر الأرواح والأموال فلقد خسر الأهالى كل ما يملكون ، حيث استولى الفرنسيون على كل ما وجدوه فى بنى عدى من أموال وجواهر حيث وجد الفرنسيون فى بنى عدى صناديق مملوءة بالذهب( ) ، فاستولوا عليها وأخذوا شيئا كثيرا وأموالاً عظيمة وودائع جسيمة للغز وغيرهم من مساتير أهل البلاد القبلية( ) وأصابت الخسائر جميع الطوائف التى تقطن بنى عدى( ) وغنم الفرنسيون أموالا طائلة فلقد ذكر الجنرال دافو أن الغنائم التى استولى عليها الجنود قد عوضتهم ما فقدوه ، وكثير منهم كان نصيبه خمسة عشر أو عشرون ألف فرنك ذهبى( ) .
وهكذا فلقد كانت خسائر الثوار فادحة فى الأرواح والأموال بينما كانت خسارة الفرنسيين فى الأرواح قليلة ومكاسبهم فى الأموال عظيمة .
الرافعى يحكى عن الثورة( )
" وصل الجنرال دافو إلى جرجا ثم إلى طهطا وتابع سيره إلى أسيوط فوصل إليها يوم الثلاثاء 12 من ذى القعدة سنة 1213هـ 16 من أبريل سنة 1799م وهناك رأى أن الثورة امتدت إلى أسيوط وسرت إليها من فلول الأهالى والعرب الذين انهزموا فى جرجا وجهينة وانسحبوا شمالاً بجميعهم وأهالى القرى التى فى طريقهم حتى وصلوا قريباً من أسيوط ومعهم نحو مائتين من المماليك فأخذوا يحرضون الناس على الثورة ويستحثونهم لقتال الفرنسيين وكانت خطتهم محكمة التدبير واسعة المدى كما اعترف بذلك ديزيه فى تقريره الذى رفعه إلى نابليون واتخذ الثوار بنى عدى مركزاً للثورة وهى بلدة كبيرة واقعة على طرف الصحراء التى كان مراد بك لاجئاً إليها وكان لهذه البلدة أهمية كبيرة بالنسبة لموقعها وعدد سكانها وثروتها واشتهار أهلها من قديم الزمن بالقوة وشدة البأس فقد كانوا فى عهد المماليك يقاومون ظلمهم فاتخذها الثوار مركزاً لهم واجتمع بها ثلاثة آلاف من الأهالى المسلمين وانضم إليهم أربعمائة وخمسون من فرسان العرب وثلاثمائة من المماليك فكانت هذه القوة لا يستهان بها ، فسار الجنرال دافو بجنوده قاصداً بنى عدى للاستيلاء عليها وقمع الثورة ، فلما وصل إليها يوم الخميس 14 من ذى القعدة سنة 1213هـ - 18 من أبريل سنة 1799م لقى أهلها جميعا يحملون السلاح ويتحفزون للوثبة والقتال وكان المماليك لا يزالون فى الصحراء بعيداً عن بنى عدى فعهد الجنرال دافو إلى الكولونيل بينون باحتلال غابة تحصنت بها طلائع الأهالى فتمكن من اجلائهم عنها فارتدوا إلى البلدة فتعقبهم الكولونيل بينون ولما اقترب من البلدة أطلق الأهالى الرصاص على الجنود من المنازل فأصيب الكولونيل بينون برصاصة أردته قتيلا فعهد الجنرال دافو إلى الكولونيل راباس بالقيادة بدلاً منه فاستمر الجنود بقيادته يقاتلون الأهالى وهنا حضر المماليك لنجدتهم ولكن لم يكد الكولونيل راباس يتحول إليهم لمنع اتصالاتهم بالأهالى حتى ارتدوا لأول وهلة وانسحبوا راجعين إلى الصحراء وإلى الواحة التى قدموا منها وتركوا الأهالى وحدهم يتلقون هجمات الجيش الفرنسى فاشتبك الفريقان فى معركة حامية دارت رحاها فى طرقات بنى عدى وفى بيوتها التى حصنها الأهالى وجعلوا منها شبه قلاع كان الرصاص ينهال على الجنود منها فلقى الجيش الفرنسى ببنى عدى من المقاومة ما لم يلق مثله فى كثير من البلاد .
واستمر القتال إلى الليل وانتهت المعركة بغلبة النيران الفرنسية على مقاومة الأهالى ذلك أن الفرنسيين لما عجزوا عن الاستيلاء على بنى عدى لجاوأ إلى وسيلة الحريق التى اتبعوها فى أبنود وغيرها فأضرموا النار فى نواحى البلدة ، وبهذه الوسيلة الدنيئة تغلب الجيش الفرنسى على مقاومة بنى عدى واحتلها الجنود وأمعنوا فى أهلها قتلاً ونهبا " .
رجال الحملة يحكون عن الثورة( )
قال الجنرال برينيه – رئيس أركان الحملة الفرنسيـة : " أصبحت بلدة بنى عدى أكواما من الخرائب وتكدست جثث القتلى فى شوارعها ولم تقع مجزرة أشد هولاً مما حدث فى بنى عدى .... " .
قال الجنرال دافو : " إن الغنائم التى استولى عليها الجنود الفرنسيين قد عوضتهم ما فقدوه فكثير منهم كان نصيبه خمسة عشر ألف فرنك وبعضهم كان نصيبه عشرين ألف فرنك ذهبا وأن عدد القتلى من الأهالى يبلغ ألفين " .
وقال الجنرال ديزيه : " إن بنى عدى من أكثر بلاد الوجه القبلى سكانا وأغناها وأعظمها مكانة وأن الثورة نمت فيها من أقصاها إلى أقصاها وأن أهلها كانوا يرسلون جماعات منهم إلى شاطئ النيل لمهاجمة السفن الفرنسية " .
وقال المؤرخ الفرنسى رينو : " كان جنودنا يعملون على إخماد الثورة التى نشبت فى قرية بنى عدى باستخدام كل ما لديهم من أسلحة مدمرة ولكن الثورة كانت كحية ذات مائة رأس كلما أخمدها البارود فى ناحية ظهرت فى ناحية آخرى أشد وأعنف مما كانت فكان الثوار من الأهالى يغامرون بأنفسهم ويهجمون إلى أن يصبحوا فى وسط جنودنا وقد رأيت بنفسى جماعة منهم ليس بأيديهم أسلحة سوى الفئون والعصى يهاجموننا بحماسة منقطعة النظير فيموتون بين طلقات النيران " .
زعيم ثـورة بنى عدى على الفرنسيين
بلغ عدد شهداء الثورة حوالى ثلاثة آلاف شهيداً لم يحفظ التاريخ إلا عددا قليلا منهم وهم :
الشيخ أحمد الخطيب والشيخ محمد الجيلانى والشيخ أحمد حمان والشيخ حسن طايع والشيخ أحمد السباعى والسيدة عز العرب مخلوف والسيدة حورية عيسى الغزولى والشيخ على عبدالعزيز والشيخ محمد عبد الكريم والشيخ محمد عبد الخالق اليمنى( )
والواضح أن المصادر التاريخية تبرز الشيخ أحمد الخطيب كزعيم للثورة فكان لابد من القاء بعض الضوء على سيرته : قال محمد على مخلوف : هو الشيخ أحمد بن محمد الخطيب العدوى العالم الجليل الشهيد ولد فى بنى عدى البحرية وتعلم بها على أسلافه ومعاصريه من علماء البلدة .. وكان من تلاميذ الإمام الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن أبى حامد الدردير العدوى وهو واحد من الخمسة الذين أمرهم القطب الدردير بالعودة إلى بنى عدى " لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " وكان يدرس بمسجد الشيخ سالم السدى ببنى عدى البحرية وقد قتله الفرنسيون فى ذى القعدة سنة 1213هـ - 18 من أبريل سنة 1799م ، سقط إمام المسجد وكان يقاوم بعكازه ويحرض الناس على قتال أعداء الإسلام وله تفسير للقرآن من سورة البقرة إلى سورة العنكبوت رحمه الله رحمة واسعه وكان دفنه فى رحاب العياط ببنى عدى البحرية ( )
من شهداء ثورة بنى عدى على الفرنسيين
الشيخ الفقيه محمد المغربى الجيلانى الهاشمى
ودور عرب الحجاز فى الثورة( )
هو العالم الحجة الفقيه الكبير الشيخ محمد المغربى الجيلانى الهاشمى المغربى المولد الجيلانى الأصل المالكى مذهبا ، ولد رحمه الله فى العام 1143 الهجرى وذلك حسب رواية الشيخ لطف الله بن أحمد بن جحاف ، واستشهد فى العام 1213الهجرى فى العام 1799 الميلادى والمعلومات الواردة عن الشيخ محمد المغربى فى المصادر التاريخية قليلة جداً لا تشفى غليلا ولا تعطى صورة واضحة عن معالم حياة هذا الشيخ الجليل الشهيد مما أحاط شخصيته بشئ من الغموض وفى هذا المقام سوف نقوم بقدر الإمكان باستجلاء هذا الغموض واعطاء صورة لا أقول واضحة عن معالم حياته وإنما أقول صورة مبينة وموضحة لطرف يسير من معالم حياته ، فقد عثر على مخطوطة قيمة وثمينة فى محفوظات مكتبة جامع صنعاء الكبير ومؤلف هذه المخطوطة هو لطف الله بن أحمد بن جحاف اليمنى المولود فى زبيد عام 1743م والمتوفى بها عام 1834م ذلك العالم الفقيه الحافظ المؤرخ الذى ألف فى التاريخ والحديث والفقه والتفسير والأدب إلى جانب نظمه الشعر الجيد وقد كرس جحاف الذى عاصر الحملة الفرنسية مخطوطة لتاريخ اليمن فى عهد الإمام المنصور على بن المهدى العباس الذى عاش فى الفترة من عام 1775م إلى عام 1819م والذى عثر على هذه المخطوطة هو الأستاذ الدكتور سيد مصطفى سالم أستاذ التاريخ الحديث وقام بتحقيق ودراسة مقتطفات منها ونشرها تحت عنوان نصوص يمنية عن الحملة الفرنسية على مصر ، الناشر مكتبة القاهرة فى القاهرة عام 1975م فى كتاب صغير الحجم ، وإذا كان الإطار العام لتفكير جحاف مصطبغاً بالصبغة الدينية السائدة فى عصره فإن كتاباته تعيننا على استجلاء تفكير العرب حينئذ ومدى تصورهم لأحداث العالم بعد أن عاشوا فيما يقرب العزلة على أثر الكشوف الجغرافية وانصراف أوروبا إلى العالم الجديد والطرق المحيطة الكبرى واستمرار النضال بين الشرق والغرب الذى تزعمه من الجانب العربى الإسلامى فلقد أثاروا روح الأخوة الدينية الإسلامية ودعوا إلى مواجهة الفرنسيين باسم الإسلام فى الوقت الذى أطلق فيه السلطان العثمانى نداء الجهاد وفيما يرويه جحاف عن التنادى فى الحجاز إلى مساندة المقاومة المصرية للفرنسيين نجد صورة تفصيلية ، وقد آثرنا إثبات روايته بهذا الصدد بحذافيرها .
وفيما يلى ما يثبته جحاف فى أحداث عام 1213هـ ( 1798-1799م ) . " وفيها قام فى البلدة الحرام بوظيفة الدعاة إلى إقامة شعار سنام الإسلام ، محمد المغربى الجيلانى الهاشمى لما وردت الأعلام بما صنعه الكفار اللئام من الهجوم على ساحات مصر وتصدر بالحرم الشريف فالتف عليه خلائق واستمعوا إلى إرشاده إلى أنهج الطرائق وفعل دعاؤه فى القلوب ما فعل وتسامع الناس بأخباره فوردوا إليه وبذلوا نفوسهم وأموالهم بين يديه وكانت النساء تأتى فتستمع إلى ما يمليه من أحاديث الحض على الجهاد فيلقين الى الحلقة فتخانهن ( خواتمهن ) وعقودهن وملبوسهن ويقلن ذلك الذى علينا فاجتمعت عنده أموال واسعة ووردت إليه المتطوعة من البلاد الشاسعة فسار بهم لمناجزة أعداء الفرانسة " .
ويقول لطف الله بن أحمد جحاف فى موضع أخر : " كان السيد محمد الجيلانى قد دعا العباد بالحرمين إلى الجهاد فمن أعانه بالحرمين محمد باصلاح الحضرمى فإنه تصدق فى سبيل الله بخمسمائة بندق صفار مغربية ومائتى حربة من حراب الشام ومائتى سيف وأربعمائة كيس من الرز وألفى نعل ينتعلها فقراء المجاهدين ، ومنهم الشيخ عبد الرحمن العسيرى بمهمات جهز بها ثلاث سواعى ( سفن صغيرة ) يركبها المجاهدون وملأها لهم ميرة ومنهم الشيخ أحمد فاسى جهز دواوين فى سبيل الله ومنهم الشريف غالب بن مساعد جهز خمس دواوين فى سبيل الله وخمس سواعى ( شاحنة ) ومن أهل ينبع محمد أبو العسل جهز داوا من داواته وثلاث سواع أخرى من أهل ينبع فسير السيد محمد الجيلانى جماعة متطوعة من جدة وتلك الداوات فكانوا من أربعة الأف مقاتل ثم سار ناحيا نحو المدينة المنورة فمر بأهل رابغ والخليص ( واد ما بين مكة والمدينة ) فدعاهم فأجابوه وبذلوا أموالا واسعة وسار إلى بدر فأنالوه وخرج منهم جماعة متطوعة وكان له وكلاء يجمعون الأموال معه وسار إلى المدينة فتسلم من أهلها أموالا جزيلة وخرج منهم 300 متطوع فنزل بالجميع إلى ينبع وجاء الخبر بأن المتطوعة من ديار مكة قد مرت مراكبهم فحمد الله وسار بمن معه " .
ثم يقول جحاف فى سرد أنباء المعارك التى دارت بين متطوعة الحجاز وبين الفرنسيين فى صعيد مصر فى قنا وسمهود وأبنود وبئر عنبر وجهينة وجرجا وأسيوط وبنى عدى ما يلى : " ركب السيد محمد المغربى البحر ورجاله قاصدين مصر وعندما نزلوا بالبر الشرقى لها تركوا سفنهم وراء ظهورهم فى البحر وسار هو ورجاله حاملين مؤنهم وأسلحتهم وأمتعتهم إلى القصير ثم ساروا متجهين إلى الغرب فوصلوا إلى قنا ونزلوا وهناك دارت معارك حامية بين الفرانسة وبين المغربى ورجاله وسقط الكثير من رجاله شهداء فى هذه المعارك ، واتجه الفرانسة إلى الشمال فلحقهم المغربى ومن معه من المتطوعين الحجازيين فى سمهود واشترك مع أهلها فى قتالهم ، ودارت معارك بين المغربى ورجاله فى أبنود وبين الفرانسة ، واستبسل المغربى ورجاله مشتركين مع أهاليها فى قتال هؤلاء الفرانسة ، وكان المغربى يتبع الفرانسة حيث ساروا يسير ورائهم لقتالهم بمن بقى معه من المتطوعين ، فقاتلهم فى بئر عنبر وجهينة وجرجا وقد سقط فى بلدة جرجا كثير من رجاله المتطوعين شهداء إذ لم يكن لهم قبل برغم استبسالهم إزاء الفرنسييم المتفوقين عسكريا وهكذا انفصم عقد نظام المتطوعة من رجال المغربى وذهبوا أرسالا لا أمير لهم ، منهم الذاهب إلى مصر والذاهب إلى الشام والعائد إلى الحرمين ، وسار المغربى وراء الفرانسة بمن بقى معه من أعداد قليلة ولحقهم فى أسيوط واشترك مع أهليها فى محاربة هؤلاء الفرانسة ثم ركب الفرانسة البحر متجهين إلى الشمال ونزلوا بالبر الغربى ووصلوا إلى بلـدة بنى عدى ، وفيها اشترك المغربى مع أهاليها فى جهاد هؤلاء الفرانسة ومحاربتهم ، حتى مات شهيداً بها واستشهد معه كثيــر من رجاله المتطوعــة الحجازيين " .
قال الأستاذ محمد على حسن مخلوف " سمعت من الشيخ حسن طليبة فرغل بأن رجلاً يقال له محمد المغربى كان منزله بجوار الشيخ على أبى صالح العدوى كان له معرفة تامة بعلم أسرار الحروف فقرأ عزيمة على سلاح الفرنسيين فربطه ( أى منعه من إطلاق أعيرته النارية ) بشرط ألا يضر كبيرهم أو قائدهم ، وحدث أنه عندما ظفر أحد رجال البلدة بهذا القائد ضربه بعصا غليظة على رأسه كانت معه ( شومة ) فانفلت سلاح الفرنسيين ومن لحظتها انتقم الفرنسيون من أهالى البلدة بالقتل وعمدوا إلى التخريب وإشعال الحرائق بعد أن كان الثوار من بنى عدى يجهزون على أفراد القوات الفرنسية " .
ويروى كذلك أنه قال حين ضربه : ( اضرب كبيرهم بعدك ) أما مقولة كان منزله بجوار الشيخ على أبى صالح العدوى فربما يكون ان الشيخ محمد المغربى حينما نزل بنى عدى مع رجاله المتطوعة أقام بهذه المنطقة ، أما ما يروى أن الشيخ محمد المغربى قد استشهد معه ابناؤه الستة فهذا كلام خاطئ لأن الشيخ محمد المغربى لم يكن له أبناء أتت معه إلى بنى عدى لأنه سافر إلى الحجاز لأداء فريضة الحج وفضل الإقامة فى الحرم للوعظ والتدريس والعبادة والإفادة على أن يعود إلى بلده قرية كوم بنى زرويل بالمغرب ثانية حتى اتت ساعة فدائه للجهاد وجمعه للمتطوعين من أبناء الحجاز واليمن ، وقد استشهد مع الشيخ محمد المغربى فى الحرب التى دارت بين أبناء بنى عدى والفرنسيين الشيخ ابراهيم الشاب اليمنى وهو أحد المتطوعين الذين جاءوا معه للجهاد ومحاربة الفرنسيين واستشهد كذلك من رجاله الشيخ أحمد اليمنى وضريحه كائن بدرب الصبحى بجوار منزل الحاج أحمد خليل مخلوف ، أما ضريح الشيخ ابراهيم الشاب اليمنى فهو كائن بجوار مدرسة بنى عدى الابتدائية بالقبلية ، واستشهد كذلك من أبناء بنى عدى الكثير فقد بلغ عدد الشهداء من بنى عدى ومن رجال الشيخ محمد المغربى أكثر من ثلاثة ألاف شهيد ، أما الشيخ محمد المغربى فهو مدفون فى الجبانة المسماة بالفدان جنوب الوحدة الصحية ببنى عدى القبلية وقبره بجوار العلامة الشيخ على نور الدين العسيلى وضريح الشيخ سليمان بن محمد الخطيب الجديمى ، وأخيراً لعلى قد أكون وقفت إلى حد ما فى إعطاء صورة واضحة عن بعض معالم حياة الشيخ محمد المغربى الجيلانى الهاشمى رحمه الله ورضى عنه وجميع الشهداء الذين استشهدوا من رجاله ومن أبناء بنى عدى الأبرار إنه نعم المجيب( ) .
شواهد باقية حتى الآن على ثورة بنى عدى
على الفرنسيين( )
ومما يدور على ألسنة الناس فى بنى عدى إلى اليوم : الشيخ المغربى له ضريح متهدم جر عليه الزمن زيل العفاء موقعه بالقرب من ضريح الشيخ العسيلى بظاهر بنى عدى القبلية وقد جدد معالمه الشاب التقى الصالح عبادة بن صالح بن حسنين بن محمد برى العدوى فى سنة 1374هـ - 1955م وتوفى الشاب الصالح عبادة بالقاهرة ودفن ببستان العلماء فى قرافة المجاوريين فى سنة 1387هـ أما منزل الشيخ المغربى فقد آل إلى ملك المرحوم الشيخ محمد بن قوشتى ثم صار من بعده إلى أولاد المرحوم عبد ربه أحمد بن على يوسف وقد جددوه( ) .
ويقول الأستاذ محمد على مخلوف : ثم أخبرنا والدنا الفاضل الأستاذ الشيخ حسن بن محمد فرغل العدوى وأنا احدثه ذات ليلة عن موضوع عدم إعمال الرصاص عمله فى أهالى بنى عدى أن السبب فى كون رصاص الفرنسيين لم يصب أهالى بنى عدى أول الهجوم وأدركهم أخيراً .. أن شيخاً من شيوخها يدعى الشيخ محمد المغربى معروفاً بالعلم والتقوى والصلاح كان على دراية تامة بعلم أسرار الحروف فربط الرصاص عن اصابته لهم على ألا يقتلوا قائد الحملة وحذر الأهالى من ذلك غير أنه لما استقر القتال واشتبك الفريقان اشتباكاً كلياً ولم يبق فى مقدور الأهالى أن يحتاطوا فى ذلك وقعت إصابة القائد الفرنسى خطأ ... وحينئذ أخذ رصاص الفرنسيين يعمل فى الأهالى عمله المعروف ، وهذا الشيخ منزله ببنى عدى موجود إلى الآن بملقة الشيخ على أبى صالح الولى الشهير ومثل هذه الحكاية ينكرها من يقصر أسباب التأثير الألهى على الأدوات المادية التى تتفاوت قوة وضعفا بتفاوت المسببات أما من يرى تعميم الأسباب للماديات الطبيعية والروحانية فلا فرق عنده بين السبب المادى والسبب الروحى بل ربما كان السبب الروحى فى أفاعيله أقوى من السبب المادى لأن سببيته جبلية من المؤثر الحقيقى وهو الله تعالى ولا دخل للطبيعـــة فيه ، وهذا بــاب من العلم نسينــاه " وما كان ربك نسيا "( ) .
وأن منارة مسجد العياط ببنى عدى البحرية أصيبت بقذيفة وكذلك قبة ضريح الشيخ العياط ، قال الأستاذ الشيخ عبد الرحيم ابن جاد الله العياط : أن موضع القذيفة ظل باقياً فى قبة الضريح إلى أن أمرت وزارة الأوقاف فى إنشاء عمارة المسجد سنة 1360هـ - 1914م . وأن مسجد الشيخ على أبو صالح ببنى عدى القبلية قد احترق وسقطت منارته فى أثناء المعركة وقتل المؤذن الشيخ محمد عبد الخالق العدوى وهو فوقها( ) .
وأن المقبرة المجاورة لضريح الشيخ عبد النبى ببنى عدى الوسطى من الناحية القبلية تضم عدداً كبيراً من شهداء الثورة معظمهم من العلماء ومنهم العلامة الشيخ أحمد حمان العدوى والعلامة الشيخ حسن طايع العدوى وأن الساحة التى بنيت عندها مدرسة بنى عدى القبلية الابتدائية المبسطة بها عدد كبير من الشهداء( ) .
وكذلك الساحة المجاورة لمسجد الشيخ العياط ببنى عدى البحرية وأن الذى قتل الكولونيل بينون رجل من آل العجيل وأن قتله كان عند درب السراجنة ببنى عدى أولاد عليو( ) .
وأن العالم الصالح الشيخ أحمد الخطيب العدوى نائب الولاية المنفلوطية الشرعية قتله الفرنسيون وهو ذاهب إلى منزل الشيخ سالم العدوى ببنى عدى البحرية ليؤم المصلين وكان يقاومهم بعكازه وهو من زعماء الثورة وكان يحرض الناس والجهاد فى سبيل الله( ) .
وإن الفارس أحمد بن عبد الله السباعى العدوى سقط شهيداً فى الساحة المسماة الآن بالمنشر ببنى عدى الوسطانية وكان يقود فرقة من الثوار( ) .
وأن السيدة عز العرب بنت حسن مخلوف العدوى قتلها الفرنسيون وهى تحاول النجاة بطفلها الرضيع محمد بن عبدالفتاح بن على مخلوف العدوى من النيران التى أضرمها المعتدون فى أرجاء البلدة وقد عثر أحد أبناء أسرة النقادى القبطية على طفلها وهو على قيد الحياة يمص ثدى أمه الشهيدة فجاء به بعد انتهاء المعركة إلى آل مخلوف فعرفوه وأخذوه( ) .
وإن ممن أسهم فى هذه الثورة بجهد مشكورمن علماء بنى عدى واعيانها : الشيخ على بن أحمد العياط العدوى والشيخ محمد أبو أيوب العدوى والشيخ حسن جبارة العدوى والشيخ سليمان محمد أحمد طايع العدوى والسيد محمد خضر الزواوى العدوى والشيخ عبد الفتاح بن على مخلوف العدوى والشيخ عبد العال بن محمد أغا الشاهد العدوى والشيخ فرغلى رابح العدوى والشيخ فيتور هويدى المغربى والشيخ محمد بن حسن الهوارى العدوى والشيخ أحمد خطيب بنوفرى العدوى والشيخ يوسف الدرع العدوى والشيخ موسى بن صغير مبارز العدوى والشيخ عمر بن محمد الشعيبى العدوى والشيخ حسن تركمان العدوى والشيخ أحمد جلهوم العدوى والحاج على شتات العدوى .
ومن شواهد الثورة أيضًا ما رواه لى الأستاذ سعيد زكريا العدوى مدير سنترال منفلوط أنه عندما كان طفلاً يلعب فى حفر الأساسات تمهيدًا لبناء سور لمدرسة بنى عدى القبلية عثر هو وزملاؤه على جمجمة فيها سنة من المعدن وقد قال لى تعليقاً على ما رأه فى طفولته أن مثل هذا كان غير معروفا لدينا فى مصر فيدل عى أنها كانت جمجمة لقتيل فرنسى .
إعمار بنى عدى بعد الثورة( )
ومن الغريب أن تخريب هذه البلدة على هذا الوجه المريع لم يلبث إلا زمناً يسيرا وعادت البلدة إلى عمرانها الأول والسر فى ذلك أنك تجد أهلها متعارفين متألفين متعاونين " والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه " وأنه ما من عائلة من عائلاتها إلا ومنها مقيم بها وراحل عنها إلا النذر القليل ومن مواليدها الخارجة من بطونها لا ينقص تعدادها عن وفياتها الذاهبة إلى قبورها ولذا كان تعداد النازحين عنها فى أى وقت لا ينقص عن تعداد القاطنين بها لتوالدهم بتلك البلاد التى ارتحلوا إليها فسرعة عمرانها لعودة كثير مما تفرق منها انذاك ومعاونة بعضها لبعض ومع هذا فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله تعالى يقول " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض " ويقول : " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويزقه من حيث لا يحتسب " .
قال العارف بالله الشيخ قطب بن خليفة بن محمد الشريف الحسينى الصنباوى المتوفى سنة 1388هـ - 1969م : " العدوية ناجحون فى كل شأن من شئون الحياة لا يكلون من عمل ولا تنفذ من عندهم البركات وقد جعل الله ما فى ايديهم كثيراً ولو كان قليلا ، تزول النعم عن غيرهم ولا تزول عنهم ، وما لقيت فى عمرى منهم بليداً خاملا ولا محترفا حرفة دنيئة وهذا سر من أسرار الله تعالى " .
قصة احتفال أسيوط بالعيد القومى
حكى لى الأستاذ أحمد أبو عليو والأستاذ كمال الشاهد والأستاذ عبد الحميد بركات المهتمون بتاريخ بنى عدى وقد نشرت هذا فى كتيبا لى بعنوان : [ أحمد أبو عليو خطيب العيد القومى ]
حكى لى هؤلاء أن أول احتفال لمحافظة أسيوط بعيدها القومى كان فى 18 من أبريل 1966م بحضور اللواء أحمد كامل محافظ أسيوط آنذاك وقد أقيم الاحتفال فى بنى عدى وقصة الاحتفال ترجع إلى أن الرئيس جمال عبد الناصر والثورة أرادت أن تجعل لكل محافظة عيداً خاصا بها فاقترح الشيخ صالح شرف العدوى وكيل الأزهر آنذاك أن يكون يوم الثامن عشر من أبريل عيداً قومياً لمحافظة أسيوط وقد درس هذا الاقتراح من قبل لجنة خاصة وقد تمت الموافقة عليه وقد صرح اللواء أحمد كامل بأن أول احتفال بعيد العمال سوف يكون ببنى عدى وسوف تقوم المحافظة بإصدار مجلة خاصة بها تسمى بمجلة صوت الجماهير وكان هذا فى أول احتفال للمحافظة بعيدها القومى فى بنى عدى( ) .
قال محمد على مخلوف : كتبت عدة مذكرات عن هذه الثورة إلى محافظة أسيوط فى سنة 1385هـ - 1965م مقترحا اختيار يوم 18 من أبريل سنة 1799م عيداً قوميا للمحافظة . وقد استجابت لذلك الاقتراح الذى لقى تأييداً شبه اجماعى من مجلس المحافظة فتقرر اعتبار ذلك اليوم 18 من أبريل سنة 1799م عيداً قويا لمحافظة أسيوط تمجيداً لذكرى ثورة بنى عدى ضد الفرنسيين وقد أقيم نصب تذكارى للشهداء فى البلدة واحتفل بهذا العيد لأول مرة فى سنة 1966م برئاسة السيد المحافظ ولا تزال المحافظة تحتفل به فى كل عام( ) .
ويقول الأستاذ / عبد الحميد بركا ت تأكيدًا لما قاله لى الأستاذ أحمد إبراهيم أبو عليو أن صاحب فكرة الاحتفال ببنى عدى هو فضيلة الشيخ صالح موسى شرف وقد عرض الفكرة على اللواء / محمد سعد الدين زايد – محافظ أسيوط آنذاك وعند الاحتفال ببنى عدى قال اللواء المحافظ أحمد كامل سوف نحتفل بعيد العمال فى بنى عدى وسوف نصدر مجلة خاصة بأسيوط عن الاتحاد الاشتراكى وهى مجلة صوت الجماهير – اذن فقد كان مولد صوت الجماهير فى بنى عدى ومولد الاحتفال بعيد العمال وهو أول عيد عمال فى الجمهورية كان ببنى عدى بمقر مدرسة بنى عدى القبلية الابتدائية كما حكى الاستاذ كمال الشاهد وكان الاحتفال فى البداية عندما اختلوا ببنى عدى البحرية وكان الحاج أحمد عمران والحاج محمد ابراهيم مخلوف ومن معهما متحمسين لعمله فى بنى عدى القبلية
وفى احدى السنوات أراد المحافظ أن يزور قبر الشيخ أحمد الخطيب الذى قيل أنه كان زعيم ثورة بنى عدى على الفرنسيين ولما لم يعرف أحد قبره من أهله ولا غيرهم اقترحنا أن نقيم قبراً وهميا غرب النصب التذكارى وسوف تصله الفاتحة أينما كان مدفونا ، أما عن مقابر بقية الشهداء فى جبانة الفدان خلف الوحدة الصحية ببنى عدى القبلية وخلف منبر الشيخ عيسى العسيلى لصلاة العيد ، وأيضًا موجودون فى المنطقة خلف معهد بنى عدى الوسطى الابتدائى الأزهرى وعند ضريح الشيخ عبدالفتاح البدرى ، وأيضًا موجودون فى ساحة الشيخ أحمد العياط والتى بجوارها النصب التذكارى للجندى المجهول الآن .
ويذكر الأستاذ عبد الحميد بركات أول احتفال قائلا : حينما جاء المحافظ اللواء / أحمد كامل والأستاذ/ أحمد منتصر أمين الاتحاد الاشتراكى بمحافظة أسيوط ، وكل رموز الحكم والمسئولين بالمحافظة وجموع كثيرة من أهالى بنى عدى والمجاورات ، وبعد أن وضع المحافظ أكاليل الزهور وقراءة الفاتحة على النصب التذكارى انعقد المؤتمر بكلمة المحافظ الذى أخذ يعدد انجازات ثورة 23 يوليو فقام الحاج محمد على بودى صائحاً وقال : " هى الثورة عملت لنا ايه فى بنى عدى إلا مدرسة القبلية " ثم ذكر اللواء أحمد كامل الأسباب التى اختاروا بها بنى عدى لتكون سببا للاحتفال بالعيد القومى .
ويقول الأستاذ / عبد الحميد بركات أنه حدث فى 18/4/1980م أن تغيب المحافظ محمد عثمان عن الاحتفال بالعيد القومى لأنه كان موجوداً فى الأراضى الحجازية فأقاموا احتفالاً رسميا ببنى عدى البحرية وأقمنا نحن احتفالاً أمام مسجد العدوى حضره الأستاذ ابراهيم شكرى يوم 20أبريل 1980م .
وللاستاذ/ أحمد ابراهيم أبو عليو ذكريات مع بعض هؤلاء المحافظين الذين تعاقبوا لحضور الاحتفال بالعيد القومى فى بنى عدى ، وقد ذكر لى منها أنه رأى فى منامه أن المحافظ حسن الألفى سوف يكون وزيراً للداخلية وقد كان بالفعل , ثم صدرت له أيضًا علاقة معرفة بالمحافظ / محمد عبد الحليم موسى [ شيخ العرب ] الذى قال له مداعبا " ابقى شوف لنا حاجة يا شيخ أحمد " يقصد رؤيا مثل التى كانت للواء حسن الألفى .
ويحكى لنا الدكتور / محمد على المصرى ذكرياته مع العيد القومى لمحافظة أسيوط فيقول كنت صديقا شخصيا للمحافظ محمد عثمان – رحمه الله – وقد بدأت أقدم للاحتفال بالعيد القومى فى عهد المحافظ محمد عثمان أى منذ السبعينيات وحتى أن سافرت للعمل أستاذاً ورئيساً لقسم اللغة العربية فى جيزان بالسعودية ، وبعدها تولى بصفة مستمرة الأستاذ أحمد إبراهيم أبو عليو أمر الخطابة فى العيد القومى وهو بلا شك خطيب مفوه وعذب الصوت وطلق اللسان وحاضر البديهة – رحمه الله - ( )
وأول احتفال بالعيد القومى حضرته كان فى 18 من أبريل لعام 1984م فى عهد اللواء المحافظ / زكى بدر وذلك بساحة النصب التذكارى ببنى عدى البحرية وكنت حريصاً من بعده على حضور جميع الاحتفالات إلا الاحتفالات الأخيرة اعتراضاً منى على نمطية تلك الاحتفالات وعدم جدواها بالنسبة لبنى عدى وكثرة ما ينفق فيها ويكفى أن أهالى بنى عدى يطالبون فى كل احتفال بأن تتحول بنى عدى إلى مدينة وكنت لا أرى إلا وعوداً براقة من بعض المحافظين والبعض الأخر كان يحاول قدر طاقته واتصالاته ولكن ذلك المطلب المهم لم يتحقق منذ عام 1992م وحتى الآن( ) .
المحافظون المحتفلون بالعيد القومى :
اللواء / أحمـــــد كامـــــــل
[ من 31/10/1965 إلى 18/8/1967م ]
اللواء / ممــدوح سالــــــم
[ من 11/9/1967 إلى 25/8/1970م ]
اللواء / كمال المهدى حميـدة
[ من 25/8/1970 إلى 24/5/1971 ]
المستشار/ مصطفـى سليــم
[ من 29/5/1971م الى 28/3/1973]
الأستاذ / محمد عثمــان إسماعيل
[ من 29/3/1973 الى 17/5/1982 ]
اللواء / زكــى مصطفـى بـدر
[ من 18/5/1982 الى 28/2/1986م ]
اللواء / محمــد سامى خضيـر
[ من 8/3/1986 الى 13/7/1986م ]
اللواء / ممــدوح سليـم زكـى
[ من 13/7/1986 إلى 14/10/1987م ]
اللواء / محمد عبدالحليم مـوسى
[ من 15/10/1987 إلى 12/1/1990 ]
اللواء / حسن محمد أحمد الألفى
[ من 13/3/1990 إلى 17/4/1993م ]
اللواء / محمد سميـح السعيـد
[ من 17/4/1993 إلى 15/11/1995م ]
الدكتور / محمد رجائى الطحلاوى
[ من 16/1/1996 إلى 1/10/1999م ]
اللواء / أحمــد همـام عطيـة
[ من 10/10/1999 إلى 30/12/2006م ]
اللواء / محمــد نبيـل العـزبى
[ من 1/1/2007م إلى الآن ]
نموذج من خطب الأستاذ /
أحمد أبو عليو فى العيد القومى( )
بسم الله الرحمن الرحيم " ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون .... " صدق الله العظيم
فى هذا اليوم ، وفى هذه البلدة الطيبة نرحب بالسيد المستشار / مصطفى سليم – محافظ اسيوط ، والسيد الأستاذ / محمود عبد الحميد سليمان – الأمين العام للاتحاد الاشتراكى بالمحافظة ، كما نرحب لكل من شارك فى إحياء ذكرى هذه الثورة ، مجددين العهد على المضى فى طريق الجهاد وشعارنا قول قائدنا الراحل ومعلمنا الأول الرئيس جمال عبد الناصر " إننا سوف نقاتل دفاعًا عن كل ذرة رمل فى صحارينا ، وعن كل عود أخضر على سهولنا وودياننا ، وعلى ربانا الغالية العزيزة " ونأمل فى الله العلى القدير أن يوفق زعيمنا ورئيسنا المناضل / محمد أنور السادات ..
تحتفل محافظة أسيوط بعيدها القومى كل عام بمناسبة ذكرى انتصار قرية بنى عدى على الغزاة الفرنسيين هذه القرية التى تجسدت فيها أصالة العرب والتى شاركت فى صنع تاريخ هذه الأمة يوم وقف بنوها وسلاحهم الإيمان بالله والثقة فى نصره يناضلون قوى الغدر والعدوان ، فى هذا اليوم نسترجع فيه صفحة مشرفة فى تاريخنا المجيد تكون لنا زاداً فى معركة الصمود ونوراً نستضئ به على طريق الجهاد حتى النصر ....
الربيـــع الأحمــــــــر
لقد أحسن صنعا الأديب القاص عبد الحميد عبد السلام جامع النخيلى العدوى حينما عبر عن معركة بنى عدى بالربيع الأحمر تعبيراً عن مقاومة الأهالى للفرنسين وعما لاقوه من مواجهة للأسلحة الحديثة آنذاك ومن الحيلة الدنيئة التى لجأ إليها الفرنسيون من إحراق للبلدة والتى كانت من نتيجتها تحول جو بنى عدى إلى خراب ودمار وسماءِ حمراء ، ولقد قال فى مقدمة روايته " الربيع الأحمر " :
حينما يتحدث الناس عن مقاومة الشعب خلال الحملة الفرنسية على مصر يوجهون اهتمامهم إلى مواقف ثلاثة : ثورة القاهرة الأولى وثورتها الثانية ومقتل كليبر ، وهى مواقف بالغة الروعة حقاً ولكن لا تتجاوز أبصار الكثيرين هذه المواقف إلى أبعد منها لينظروا إلى مواقف آخرى لا تقل عنها روعة .... " مثل معركة بنى عدى وموقفها تجاه الفرنسيين " .
وكم من مواقف تستدعى أن يقرأ الأدباء والكتاب فإن عبروا بعد ذلك عما قراءوا ادواء بعض الواجب عليهم نحو تاريخنا المجيد وإن لم يفعلوا فإنهم على الأقل سيحسون بالفخر والاعتزاز لأنهم أحفاد رجال كانوا أبطالاً
أما أنا فقد حاولت فى حدود جهدى وطاقتى فكانت هذه القصة [ الربيع الأحمر ] التى صورت فيها موقفا من تلك المواقف( ) .
تحية لروح شهداء ثورة بنى عدى على الفرنسيين
ما من بيت فى بنى عدى إلا وقدم شهيداً أو أكثر ولم يحفظ لنا التاريخ أسماء هؤلاء الشهداء رغم كثرتهم حيث بلغوا حوالى ثلاثة الاف شهيد ومن الظلم أن نذكر اسماً لشهيد دون الأخر لكن يجب علينا أن نقدم لأرواحهم الطاهرة التحية والتقدير " لأنهم سطروا فى تاريخ الأمم والشعوب أياماً مجيدة سجلها التاريخ ووعاها الزمن ، وهى بذلك أياماً خالدة جديرة بأن تكون أعياداً . والعيد القومى لمحافظة أسيوط هو يوم الثامن عشر من أبريل تاريخ ثورة بنى عدى ضد الفرنسيين عام 1799م هذا اليوم الذى يعود فى كل عام بذكريات التضحية والنضال ويدعو الأجيال تلو الأجيال أن يتنسموا عبير الكفاح وأن يفدوا وطنهم بالأرواح وتلك هى وصية الآباء والأجداد إلى الأبناء والأحفاد ، وإذا كانت ساحة الشهداء ببنى عدى قد رويت بالدماء الطاهرة فى عام 1799م فى يوم تجاوبت فيه أصوات التكبير بالآذان مع صيحات المجاهدين فى الميدان : الله أكبر الله أكبر ..... وما زالت وستظل ساحة الشهداء تنبت الأبطال وتهتف فى الأجيال أن يستمروا على درب النضال والتضحية مترنمين بقول القائل :
لسنا وإن احسابنا كرمت يوماً علـى الأبـــاء نتكــل
نبنى كمـا كانــت أوائلنــا تبنى ونفعل فوق ما فعلوا
تحية طيبة لأرواح الشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون "( ) .
بنى عدى القدوة والمثل( )
كلما وافانا شهر أبريل من كل عام تذكرنا بمجد أباءنا وأجدادنا ومواقفهم الخالدة وبطولاتهم الرائعة المنقطعة النظير ضد الفرنسيين وبالتحديد يوم الخميس 18 من أبريل 1799م حيث وصل العدو إلى أسيوط وسوهاج ولما كانت هذه القرية غنية بمالها ورجالها وأنها لا تبيع الدنيا بدين الأخرة وحبها لوطنها كلفها الكثير ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول " حب الوطن من الايمان " والوطن كلمة لو قيلت للجبل لخرجت منه روح الجمود ولفتتت الحماسة قلبه كلمة كم هوت بعروش وحطمت قلوبا واسبلت زهرات والقت بامم بين نيران الاستشهاد وكان أهلها دائماً يقاومون ظلم المماليك ، من أجل ذلك توعدوها خاصة وأنها اجهضت من دفع الضرائب التى فرضوها علىكل البلاد كما علموا أن بها أموالا طائلة وودائع ثمينة بسبب أن كثير من الأغنياء اعتادوا من زمان بعيد أن يحفظوا أموالهم لدى أهلها فقد زادت كثرة منذ أن احتلت القاهرة إذ أرسل الكثير من أصحاب الثروات خوفا من ضياعها إلى بنى عدى بغرض حفظها لهم فهم المشهورون من قديم الزمان بالصدق والأمانة ومن أجل ذلك كانت القرية مستهدفة من قبل هذاالعدو الغاشم ولكنهم وقفوا وقفة رجل واحد مسلمين ومسيحيين وكلما سقطت مئذنة سقط معها جرس الكنيسة لأن العدو لا يفرق بين هذا وذاك فقد كان الشيخ أبو أيوب يدعو فى خطبه ودروسه إلى الجهاد كما كان يفعل زملاؤه وفى ذات يوم بدا له رغم كبر سنه أن يذهب إلى ساحة التدريب وخطر له أن يصطحب معه زملائه الشيوخ فدعا بعض مشايخ النواحى الأربع : عليو ، القبلية ، الوسطانية ، البحرية ، إلى اللقاء فى منزل الشيخ الخطيب وبينما هم كذلك إذ دق الباب رجل ففتح له فإذا به رجل نحيل الجسم ذو لحية سوداء مستديرة يرتدى المسوح السوداء فقام الشيخ الخطيب باستقباله وهو يقول اهلا أهلا أهلا وسهلا بصاحبنا القسيس تفضل ، كان هو قسيس الكنيسة فصافح الجميع ثم جلس فقال سمعت باجتماعكم فاحببت أن اشترك معكم ، فقال الجميع له لقد سعدنا بكم ، فقال القسيس أشكركم ، ويشرفنى أن اشترك فى مجلس يضم أكابر علماء القرية وشيوخها ، قال الشيخ الخطيب ، إننا نرى فى وجودك معنا قوة لنا ودليلاً جديداً من التعاون القائم بيننا ، قال القسيس اعتدنا ان نشترك فى الأفراح والاتراح ، كما اعتدنا ان نتعاون فى بناء كنيسة أو اقامة مسجد ، نريد اليوم أن تختلط دماؤنا فى الميدان ، هذه الواقعة تدل بما لا يدع الشك أن أهل هذه القرية لا يعرفون التعصب ولا التطرف لأنهم متدينون بالفطرة يعرفون ما لهم ، وما عليهم ، واضعين نصب أعينهم سماحة الدين الإسلامى وعلاقة الإسلام بغير المسلمين ، فالله تعالى يقول فى محكم كتابه " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم" والرسول صلى الله عليه وسلم يقول " استوصوا بقبط مصر خيرا فإن لهم نسباً وصهرا " .
وحينما فتح عمرو بن العاص مصر كتب عهداً لأقباطها قال فيه " بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مص الأقباط على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وبرهم وبحرهم " ولم تعرف مصر على امتداد التاريخ التفرقة العنصرية والطائفية .
نرجع إلى هجوم الأعداء على هذه القرية الآمنة المطمئنة التى يأتيها رزقها من كل مكان وفى الصباح برزت الشمس من مشرقها لنرى فى جنوب بنى عدى جيشين متقابلين آلاف من رجال القرية على رؤسهم العمائم البيض تؤازرهم قرابة نصف ألف من الذين أتوا متطوعين وتجاههم الاف آخرى من ذوى القبعات العريضة على رأسهم علم مثلث الألوان ثم بدأت المعركة وتجاوبت الصحراء بأصداء التكبيرات الصاعدة من حناجر المجاهدين الذين هجموا على عدوهم بقلوب الأسود وينقض أحد أبناء السراجية من ناحية عليو على بينون فيقتله لأنه كان قد عزم على قتله ويحقق له غرضه فقد تحين الفرصة ثم أطلق رصاصة وهو يصيح الله أكبر الله أكبر ولم تخطئ الرصاصة قلب بينون فانكب على وجهه زاهق الروح وبعد موته اختار ديزيه لقيادته واحد من أكفأ قواده وهو الجنرال دافو المعروف بالدهاء فى قيادة المعارك يعاونه قواد مجربون مثل الكولونيل بينون والكولونيل راباس . وصدق من قال " إن لله رجال إذا أرادوا أراد "
وقد خلقت العقيدة من العدوية أبطالاً وشجعانا حتى إنك لترى المرأة حينما تظهر فيها العقيدة تسبق الرجال إلى ميدان الفخار ، هذه أم ايمن حينما رأت بعض الناس ينفض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أخذت تعيرهم وتتهكم بهم وتقول هاكم المغزل وهلم سيوفكم .
إن صاحب العقيدة ليرسل عقيدته فى أقطار الدنيا وهو يهتف :
ولست أبالى حين أقتل مسلما على أى جنب كان لله مصرعى
وإن صاحب العقيدة ليأتى بجلائل الأعمال ويقتحم ميادين البطولة وهو يرتل : " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " ورحم الله القائل
إذا رمت فى شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت فى أمر حقير كطعم الموت فى أمر عظيم
وكما قال حكيم :
فى الجبن عار وفى الإقدام مكرمة
والمرء بالجبن لا ينجو من القدر
وجاء ديزيه لمهاجمة القرية فنشط الشيوخ من جديد وتجاوبت المنابر بالدعوة إلى الجهاد وانطلق صوت القسيس فى الكنيسة يدعو روادها إلى الوقوف فى الصف وبرز الشيخ السباعى الذى بدأ يتمنطق بالسيف ولا تفارق البندقية يده وجاء إلى القرية نحو ثلاثمائة من المماليك اتخذوا معسكرهم فى الصحراء فى مكان قريب وفى خلال ذلك قدم من الصحراء جماعة من المغاربة كانوا يقصدون الحج على رأسهم عالم جليل هو الشيخ محمد الجيلانى المغربى فلما علم بأن الناس يتوقعون هجوما قرر البقاء ليشارك فى المعركة ويكسب ثواب الجهاد ودعا من معه بالبقاء واستجاب له أحاد منهم وكان هذا الشيخ المغربى أقرب إلى الشباب منه إلى الشيخوخة فتى الجسم عظيم القوة ، وكان خطيباً مفوها وراح يتصل بالشيوخ ويشاركهم فى الخطابة فى المساجد ويخرج إلى الناس فى الطرقات يحضهم على الاستعداد ، وعلم أن الجيش سيأتى من الجنوب من ناحية القبلية كان صوت الخطيب يدوى فى البحرية ويصعد صوت الشيخ حمان فى عليو ، وفى ساحة الوسطانية ترتفع أصوات شيوخها تدعو إلى الجهاد وتزين للناس الجنة .
خرج الآلاف من رجال القرية مسلحين بالبنادق والفئوس والعصى واعتصمت النساء فى البيوت وقد تهيأت كل منهن للقيام بدورها فى حدود طاقتها واستشهد فى هذه المعركة التى دارت فى قرية بنى عدى صبيحة يوم الخميس الموافق 18/4/1799م حوالى الفين من الرجال والنساء ومنهم على سبيل المثال الشيخ محمد عبدالخالق الصبحى ، والشيخ أحمد الخطيب ، والشيخ حسن طايع ، والشيخ أحمد عبدالله السباعى ، ومن النساء السيدة عز العرب حسن مخلوف والسيدة حورية الغزولى والسيدة زينب أخت الشهيد محمود ....... وما من أسرة فى بنى عدى إلا وقدمت شهداء وضحايا فى تلك المعركة الخالدة التى اصبحت معلمًا من معالم الحرية ومفخراً من مفاخر العزة والايمان .
الخاتمـــــة
الحمد لله رب العالمين إليه المرجع والمصير ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، وبعد :
فقد خرجت فى بحثى هذا بعدة نتائج منها :
1- لبنى عدى منذ التاريخ مكانة علمية وتجارية وسياسية كبرى سطرها التاريخ بأحرف من نور وهى محفوظة حتى الآن .
2- وقف أهالى بنى عدى بكل شجاعة وبسالة ضد الفرنسيين ذوى الأسلحة المتطورة آنذاك ونجحت مقاومتهم نجاحاً مشرفاً رغم تلك الخسائر الكبرى فى الأرواح والأموال .
3- يجب الإشادة بالدور العظيم الذى قام به عرب الحجاز بزعامة الشيخ محمد المغربى والعربان من القرى المجاورة وعربان دارفور بالسودان فلارواحهم الطاهرة التحية والتقدير .
4- ظهر المماليك على حقيقتهم بتخليهم عن أهالى بنى عدى وانهم غير صادقين فى مقاومتهم للفرنسيين .
5- قدمت بنى عدى حوالى ثلاثة آلاف شهيد رضى الله عنهم أجمعين وهذا رقم ضخم فى تاريخ الثورات والمعارك .
6- ألهمت بنى عدى الثورة لعدد من قريناتها القرى فى المنيا وبنى سويف مثل عرب ينبع .
7- تحتاج ثورة بنى عدى على الفرنسيين إلى أن تسطر فى موسوعة كبرى وأن تخرج فى فيلم تسجيلى .
حسن على حمزة
أهم المصادر والمراجع
1- تاريخ بنى عدى – تحقيق ودراسة الأستاذ المرحوم / محمد على مخلوف – المجلد الأول ، طبعة 1991م والمجلد الثالث مخطوطة تراجم أعلام وأولياء بنى عدى للأستاذ محمد على مخلوف وموجودة بمكتبة سيادة العميد / عادل محمد على مخلوف .
2- الإدارة فى مصر فى العصر العثمانى للدكتورة ليلى عبد اللطيف أحمد – مطبعة جامعة عين شمس 1978م .
3- صعيد مصر فى عهد الحملة الفرنسية 1798م – 1801م تأليف الدكتور / نبيل السيد الطوخى – طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1997م ، وإليه يرجع الفضل فى الإشارة لمراجع آخرى مهمة أرشدنى إليها .
4- الحياة الاقتصادية فى مصر فى القرن الثامن عشر " الجزء الأول " .
5- وصف مصر – المجلد الرابع " الحياة الاقتصادية فى مصر فى القرن الثامن عشر " الجزء الأول " الزراعة – الصناعات والحرف – التجارة " تأليف / ببير سيمون جيرار- ترجمة زهير الشايب .
6- تاريخ الجبرتى " عجائب الأثار فى التراجم والأخبار " لعبدالرحمن الجبرتى – دار الجيل – بيروت – لبنان .
7- كتاب يعقوب بين الاسطورة والحقيقة تاليف / أحمد حسين الصاوى – الطبعة الأولى – القاهرة 1986م .
8- كتاب بنى عدى منارة الصعيد للمستشار مصطفى فرغلى الشقيرى العدوى ، طبعة 2010م المكتب المصرى الحديث
9- مقال مخطوط لم ينشر بعد للأستاذ مصطفى عبدالله محمد العسيلى الشهير بمصطفى خضر .
10- من سلسلة أعلام بنى عدى " أحمد أبو عليو خطيب العيد القومى " تأليف حسن على حمزة – الطبعة الأولى 2008م
11- الربيع الأحمر تاليف عب دالحميد النخيلى ، االطبعة الأولى 1987م
12- كتيب فى حوالى عشرين صفحة صادر عن العلاقات العامة بالوحدة المحلية ببنى عديات بعنوان بنى عدى والتاريخ طبعة 1984م ، إعداد أ/ محمود الشاهد .
13- القرية فى صعيد مصر فى مواجهة الغزو الفرنسى ، تأليف الأستاذ الدكتور / على بركات – مذكرة مودعة بكلية الآداب جامعة حلوان .
14- مجموعة من المحافظ لرسائل الفرنسيين ومذكرات باللغة الفرنسية تضمنها كتاب صعيد مصر فى عهد الحملة الفرنسية
15- مجموعة أحاديث مسجلة فى شرائط كاسيت وأوراق تضم حوارات مع مجموعة من شيوخ ومعمرى بنى عدى لم تنشر بعد ، وسوف تطبع قريباً فى كتاب بعنوان : " تاريخ بنى عدى الشفوى " لحسن على حمزة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق